إن لله جنوداً منها العسل قاله معاوية لما سمع أن الأشتر سقي عسلاً فيه سم فمات يضرب عند الشماتة بما يصيب العدو.
إن الهوى ليميل باست الراكب أي من هوي شيئاً مال به هواه نحوه كائناً ما كان، قبيحاً كان أو جميلاً كما قيل: إلى حيث يهوي القلب تهوي به الرجل.
إن الجواد قد يعثر يضرب لمن يكون الغالب عليه فعل الجميل ثم تكون منه الزلة.
إن الشفيق بسوء ظن مولع يضرب للمعنى بشأن صاحبه لأنه لا يكاد يظن به غير وقوع الحوادث كنحو ظنون الوالدات بالأولاد.
إن المعاذير يشوبها الكذب يقال، معذرة ومعاذر ومعاذير. يحكى أن رجلاً اعتذر إلى إبراهيم النخعي فقال إبراهيم: قد عذرتك غير معتذر إن المعاذير المثل.
إن الخصاص يرى في جوفها الرقم الخصاص الفرجة الصغيرة بين الشيئين، والرقم الداهية العظيمة. يعني أن الشيء الحقير يكون فيه الشيء العظيم.
إن الدواهي في الآفات تهترس ويروى ترتهس وهو قلب تهترس من الهرس وهو الدق يعني أن الآفات يموج بعضها في بعض ويدق بعضها بعضاً كثرة يضرب عند اشتداد الزمان واضطراب الفتن واصلة أن رجلاً مر بآخر وهو يقول يا رب إما مهرة أو مهراً فأنكر عليه ذلك وقال لا يكون الجنين إلا مهرة أو مهراً فلما ظهر الجنين كان مشيأ الخلق مختلفه فقال الرجل عند ذلك:
قد طرقت بجنين نصفه فـرس | | أن الدواهي في الآفات تهترس |
إن عليك جرشاً فتعشه يقال مضى جرش من الليل وجوش أي هزيع قلت وقوله فتعشه يجوز أن تكون الهاء للسكت مثل قوله تعالى: لم يتسنه. في أحد القولين ويجوز أن تكون عائدة إلى الجرش على تقدير فتعش فيه ثم حذف في وأوصل الفعل إليه كقول الشاعر:
ويوم شهدناه سليمـاً وعـامـراً | | قليل سوى الطعن الدراك نوافله |
أي شهدنا فيه يضرب لمن يؤمر بالاتئاد والرفق في أمر يبادره فيقال له إنه لم يفتك وعليك ليل بعد فلا تعجل. قال أبو الدقيش: أن الناس كانوا يأكلون النسناس وهو خلق لكل منهم يد ورجل فرعى اثنان منهم ليلاً فقال أحدهما لصاحبه فضحك الصبح فقال الآخر إن عليك جرشاً فتعشه قال وبلغني أن قوماً تبعوا أحد النسناس فأخذوه فقال للذين أخذاه:
يا رب يوم لو تبعتماني | | لمتما أو لتركتمانـي |
فأدرك فذبح في أصل شجرة فإذا في بطنه شحم فقال آخر من الشجرة إنه آكل ضر ويعني الحبة الخضراء فاستنزل فذبح فقال الثالث فأنا إذن صميميت فاستنزل فذبح.
إن وراء الأكمة ما وراءها أصله أن أمة واعدت صديقها أن تأتيه وراء الأكمة إذا فرغت من مهنة أهليها ليلاً فشغلوها عن الإنجاز بما يأمرونها من العمل فقالت حين غلبها الشوق حبستموني وإن وراء الأكمة ما وراءها يضرب لمن يفشي على نفسه أمراً مستوراً.
إن خصلتين خيرهما الكذب لخصلتا سوء يضرب للرجل يعتذر من شيء فعله بالكذب يحكى هذا المثل عن عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى وهذا كقولهم عذره أشد من جرمه.
إن من لا يعرف الوحي أحمق ويروى الوحي مكان الوحي يضرب لمن لا يعرف الإيماء والتعريض حتى يجاهر بما يراد إليه.
إن في المعاريض لمندوحة عن الكذب هذا من كلام عمران بن حصين. والمعاريض جمع المعراض يقال عرفت ذلك في معراض كلامه أي في فحواه قلت أجود من هذا أن يقال التعريض ضد التصريح وهو أن يلغز كلامه عن الظاهر فكلامه معرض والمعاريض جمعه ثم لك أن تثبت الياء وتحذفها والمندوحة السعة وكذلك الندحة يقال إن في كذا ندحة أي سعة وفسحة. يضرب لمن يحسب أنه مضطر إلى الكذب.
إن المقدرة تذهب الحفيظة المقدَرة والمقدِرة القدْرة والحفيظة الغضب. قال أبو عبيد: بلغنا هذا المثل عن رجل عظيم من قريش في سالف الدهر كان يطلب رجلاً بذحل فلما ظفر به قال: لولا أن المقدرة تذهب الحفيظة لانتقمت منك ثم تركه