غزه تغرق فى الظلام والامه غارقه فى صمتها وعهرها!

نزار السهلي
ليس من المخجل في مفردات السياسة العربية ان يصف المرء تلك الحالة والمشهد الكارثي القادم للشعب الفلسطيني والمتواصل منذ ستة عقود , ففي تطور صور القتل اليومي الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني قبل وبعد زيارة بوش للمنطقة الذي توج وبارك عدوان دولة الإرهاب "إسرائيل " لمعاقبته على خياراته الوطنية والديمقراطية , ما شهدناه الايام الماضية من جرائم الحرب التي تمارس على الشعب الفلسطيني في غزة مع مباركة "عربية "رسمية غير معلنة ومعلنة لجهة خبرة هذا الشعب مع تلك النظم العربية الرسمية في تماهي مواقفها وخياراتها التي سلمت قدرها للراعي الأمريكي والمحتل الصهيوني وهي تعتقد ان تلك الخيارات ستعطيها فترة صلاحية أطول وتنوء بنفسها في رمل الصحراء العربية

لقد راقب السياسي الرسمي الفلسطيني تلك الصورة في مسلسل الذبح الأخير في قطاع غزة بمواقف الميوعة القاتلة في إعطاء العدو فرصة التقدم نحو الإيغال في الدم الفلسطيني نحو إصراره على استثمار فرص نجاح لقاءاته ومفاوضاته مع دولة الإرهاب
نستطيع أن ندرك أن ما يجري اليوم من قتل وإذلال للشعب الفلسطيني في غزة والضفة ما هو إلا انبطاح وتسليم أمام جبروت الاحتلال ودعوة من خلال الصمت المخزي للإقرار بقدرية هذا الشعب بتقديمه قرابين على مذبح النظم العربية الغارقة في صمتها وعهرها.

لقد أضحت الصورة واضحة بما فيه الكفاية برغم الظلام الحالك الذي أطلت منه غزة النازفة مثل ذاكرتنا
غزة الجريحة والصابرة ..غزة التي لم تكن ولن تكون إلا شوكة في حلق المحتل الصهيوني برغم تمنياته أن يصحو وقد ابتلعها البحر
ما نستطيع قوله إن النظام الرسمي العربي قد تخلى وبدون خجل عن قضيته " المركزية " في دعم نضال الشعب الفلسطيني حتى لفظيا لان شكل التضامن اللفظي بات يؤرقها أمام الراعي الأمريكي وأفلست فيما تدعيه وأضحت ثقافة البعض ومن على منصة مقهى وهو ينفث دخان نرجيلته " ليس لهم إلا الله "

قلق خجول ... وقتل فاضح
لقد اعتاد الفلسطيني منذ ولادته ومعاصرته للنظم العربية على تلك المفردات المؤذية لعقله وقيمه وأخلاقه
لكنها أبدا ما دخلت ثقافته .. بعد كل مجزرة تنديد.. وبعد كل حصار دعوات لفكه, وبعد كل سرقة لممتلكاته تمنيات بعودتها .. ناهيك عن الجامعة العربية وما ادراك ما الجامعة في بياناتها التي باتت مخجلة وفيها من الميوعة ايضا لا داعي ان نكرر تلك العبارات المؤذية امام القتل والاجرام الصهيوني الواضح
لغة ألفها الفلسطيني فبات بمقدور المرء ان يصيغ بيانات الجامع العربية قبل ان تجتمع ويدرك مصير قرارات الامم المتحدة ومجلس الامن . الذي يطالب الطرف الفلسطيني بعقده لبحث الاوضاع في غزة وفي مباحثاته مع المجرم بوش تم تغييب تلك القرارات لمجلس الامن والامم المتحدة ولم يجرؤ الذي رقص مع بوش " رقصات العرضة " على شرف الامة , ولا من قبله من خديه زهوا , ان يساله عن مصير تلك القرارات الا مراسل الجزيرة " وليد العمري" وكانت اجابه فيها اذلال ومهانة ايضا للجانب الفلسطيني والعربي ولا السؤال من عطل عمل تلك القرارات
إذا من حقنا أن نوجه تلك الأسئلة الشائعة التي تدور في راس كل عربي ووطني
التهديدات التصعيدية أثناء زيارة بوش للمنطقة لكل من سوريا وايران تحمل فيما بينها تحضيرا لعدوان قادم على المنطقة يهدف لاسكات اخر قلاع الممانعة في وجه الأطماع الأمريكية الصهيونية في المنطقة بغطاء عربي واضح المعالم والأهداف , ومعركة ذبح غزة وتركيع الشعب الفلسطيني على اعتبار أن القطاع بات ذراع " إيران " وحلفاء سوريا من وجهة النظر الأمريكية والصهيونية والبعض الفلسطيني , لذلك نشهد الصمت المخزي
اتجاه هذا العدوان على الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع , لقد رسمت تلك السياسة الرسمية الميئسة لشعبها افق قدرية الواقع الذي يجب ان يقبل به من فتات السياسة الصهيونية والأمريكية ,
ألا يستحق هذا الشعب العظيم المرابط على أرضه الصابر قيادة عظيمة بحجمه ؟ ألا ندرك أن أوهام التسوية المفروضة بشروط أمريكا وإسرائيل هي مضيعة للوقت وهدر لتضحيات هذا الشعب ؟ ووقفة لفتح الحوار والتعالي على الجراح أم أن رام الله ستبقى للحوار وغزة للعقاب